في ركن من أركان الجامعة، تبدأ نظرة خجولة، ثم ابتسامة، ثم كلمات تتحول إلى علاقة، وعلاقة تتحول إلى قصة حب

لكن ليست كل القصص متشابهة،  فبعضها يزهر ويستمر، وبعضها الآخر يتوقف فجأة عند منتصف الطريق، تاركًا خلفه علامات استفهام لا تنسى، فما الذي يجعل بعض علاقات الحب في الجامعة تصل إلى الزواج، بينما تنتهي أخرى بالخذلان؟، وهل يمكن التعلم من هذه النهايات مهما كان؟

 

اقرأ أيضا.. سنة أولى جامعة | هل الحب في أول سنة حقيقي أم وهم عابر؟

 

بداية شائعة.. حب يتغذى على التفاصيل اليومية

الجامعة بيئة مثالية لنشوء العلاقات العاطفية. اللقاء اليومي، الجلوس بجانب بعض في المدرجات، التعاون في الأنشطة، وكل لحظة صغيرة قد تتحول إلى رابط جديد.

 

يقول البعض إن "الجامعة تصنع ذكريات أكثر مما تصنع شهادات"، ومن ضمن هذه الذكريات، نجد قصصًا عن حب نشأ دون تخطيط، واستمر رغم كل ما واجهه.

 

قصص انتهت بالزواج

في بعض القصص، يكبر الحب كما يكبر الطرفان، ويتحول من إعجاب إلى دعم حقيقي، "بدأنا الحديث بسبب مشروع جماعي، ولم أكن أتوقع أن تكون البداية لقصة عمر، كنا نختلف كثيرًا، لكننا كنا نعود دائمًا لنقطة الاحترام المتبادل، تخرجنا، وتمت خطبتنا بعدها بعام، الآن نحتفل بذكرى زواجنا الخامسة."

 

ما يجمع هذه القصص هو الصدق، والتفاهم، والتطور المشترك، فكل طرف يرى الآخر كما هو، لا كما يريد أن يكون.

 

قصص انتهت بالخذلان

في المقابل، هناك علاقات تبدأ بسرعة وتشتعل كأنها قدر، ثم تنطفئ فجأة، أحيانًا لأسباب بسيطة، وأحيانًا لأسباب موجعة، "كنت أظن أننا سنكمل الطريق معًا، لكنه اختفى بعد التخرج دون تفسير، لم أفهم ما حدث، لكني تعلمت ألا أسلم قلبي قبل أن أتأكد من أرضية العلاقة."

 

أغلب هذه القصص يشترك في عناصر واضحة:

  • دخول سريع في العلاقة دون معرفة حقيقية بالشخص.

  • تعلق عاطفي من طرف واحد.

  • غياب التفاهم في المواقف الصعبة.

  • تصور مثالي للعلاقة ينهار أمام أول اختبار حقيقي.

 

الدرس الأهم: لا تقيم العلاقات بنهاياتها فقط

نجاح علاقة ما لا يعني أن غيرها فاشلة، والعكس صحيح، الحب الجامعي ليس عيبًا، لكنه تجربة تحتاج إلى نضج ووضوح.

 

في بعض الأحيان، يكون الخذلان درسك الأول في حماية قلبك، وفي أحيان أخرى، يكون الحب الجامعي هو أجمل ما حدث لك.

 

كيف نحكم على العلاقة في سنوات الجامعة؟

  • هل يدعمك الطرف الآخر في دراستك وطموحك؟

  • هل يمكنكما الحديث بصراحة عند الاختلاف؟

  • هل العلاقة متوازنة؟ أم أحد الطرفين يبذل دائمًا أكثر؟

  • هل تفكر في المستقبل معه، أم لا ترى أبعد من الغد؟

الجواب على هذه الأسئلة لا يحتاج استعجالًا، بل صدقًا مع النفس.

 

شهادات طلاب مروا بالتجربة

"كنا نحلم بكل شيء معًا، لكننا لم ننجح في تحمل ضغط الظروف بعد التخرج، لم يكن الحب كافيًا."

"كل من حولي شككوا في علاقتنا، لكنها استمرت رغم ذلك، لأننا كنا نكبر ونواجه الحياة معًا."

"عشت علاقة في الجامعة علمتني ألا أبحث عن نصف يكملني، بل أن أكون مكتملًا قبل أن أشارك أحدًا حياتي."

 

هل يجب أن تتجنب الحب في الجامعة؟

ليس بالضرورة، بل على العكس، الجامعة قد تكون أفضل مرحلة لاختبار المشاعر، شرط أن يكون القلب هادئًا، والعقل حاضرًا، لا تخف من الحب، لكن لا تندفع نحوه أيضًا، كن حذرًا، لا حائرًا.

 

ما بين علاقة تتوج بالزواج، وأخرى تنتهي بالخذلان، تبقى الحقيقة واحدة، كل علاقة تحمل في طياتها درسًا ما، قد يكون درسًا في الاختيار، أو في الصبر، أو في معرفة النفس.

 

الحب الجامعي ليس مقياسًا للنجاح أو الفشل، بل هو صفحة من صفحات النضج العاطفي، اقرأها بعناية، ولا تخف من أن تطويها يومًا لتفتح صفحة جديدة.

 

هل لديك قصة حب جامعية تستحق أن تروى؟

أخبرنا بها، قد تكون قصتك هي المقال القادم من هذه السلسلة.